ما أعظم النعمة التي أكرمنا الله بها ، وهي التقرب إليه ومناجاته بالدعاء ، فالعبد مفتقر إلى مولاه الذي خلقه ، الذي أغدق عليه النعم ، ثم أمره أن يدعوه ، ويسأله المزيد من كل خير ووعده بالإجابة ، وجعل هذا الدعاء عبادة يثيبه عليها ، فكيف يغفل العبد على طلب ربه وهو ملك الملوك .
عن أبي هريرة : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له ) .
أعظم ما يظفر به العبد من آثار الذكر والدعاء والتلاوة أنه يناجي ربه ، ويزداد منه تقرباً ، ويتحقق بمقام العبودية الحقة ، التي تعلي قدر صاحبها ، وتجعله في معية الله سبحانه وتعالى، وهذا مصداق قوله تعالى : ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) .
ومن أعظم أنواع الذكر تلاوة القرآن ، فمن أراد أن يناجي ربه ، فليقرأ القرآن ،فهو كلام الله تعالى ، وكلما عظمت محبة الله في قلبك ، كان إقبالك على تلاوة كتابه أعظم ، مع استحضار الخشية ، وتدبر القرآن .
ومن مظاهر العبودية في الدعاء ، قوله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) .