الخنازير العمياء – blind bigs أقر الكونجرس الأمريكي بالإجماع ، قانون منع الخمور ، في يناير ١٩١٩م . وتقضي بنود هذا القانون بتحريم الخمر بجميع أنواعه : وتحريم تصنيعها وبيعها وتعاطيها سراً وجهراً . وقد سبق قرار المنع حملة اعلامية واسعة النطاق في جميع وسائل الإعلام . وعُمل استفتاء عام كانت النتيجة الموافقة ، بعد أن عرضوا على الشعب الفظائع والمآسي ، التي تسببها الخمور . يقول الدكتور / محمد البار في هذا السياق وهو متخصص في المخدرات وأسلحة الدمار الشامل : بُذلت جهود جبارة في التوعية ، حتى لقد سودوا تسعة ملايين صفحة ، تبين أضرار الخمور الطبية والاجتماعية والأخلاقية . ولم تمضي على إغلاق الحانات ومصانع الخمور إلا شهور قلائل وبدأت تنتشر الحانات السرية . تحت مسميات : الخنازير العمياء (blnd pigs) . وتضاعفت اعداد متعاطي الخمور عما كانت عليه قبل المنع ، وتضاعف عدد المدمنين ، وامتلأت المستشفايات من نزلاء آثار أمراض الخمور . وبلغ اعداد المُدانين ملايين ، وزادت نسبة الجرائم ، وحوادث السيارات . وأخيراً : رُفع الحظر عام ١٩٣٣م . تأمل معي ودقق : – امريكا مع صرامة قوانينها الوضعية وأجهزتها الأمنية القمعية ، وقوة إعلامها واستعانتها بعلماء النفس ، والكنيسة لم تتمكن من إحداث التأثير في نفوس الناس للإمتناع من شرب الخمور. ———————— سلطان الدين ولو قارنا بين الواقعتين : التجربة الأمريكية وموقف صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إزاء تحريم الخمر :- (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) . يروى انه لما سمع الصحابة بتحريم الخمر قاموا بتكسير أواني الخمور حتى سالت أزقت المدينة بالخمور . لقد كانت الإستجابة لأمر التحريم شاملة إن سلطان الدين على النفوس فوق القوانين وفوق الأنظمة ، كما أن استحضار رقابة الله تعالى والاستقامة على منهج الله تعالى هي التي تؤثر في القناعات ، فهذا أمر يأتي من داخل النفس . المطالب العالية :