مخاصمة بين الأنبياء وأتباعهم من الكفرة : فهم يعتذرون بالأباطيل ، مثل : أطعنا سادتنا ، ووجدنا آباءنا ، وغلبت علينا شقوتنا …الخ . ولا حظ الجمع بين يوم القيامة وعند ربكم ، لتهويل الموقف ، لبيان خطر هذه المخاصمة .
وقال جمع من العلماء : المراد بذلك الإختصام العام فيما يجري في الدنيا بين الأنام ليس فقط الخصومة بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والكفرة ، وقد كان الصحابة يتعجبون في هذه الخصومة وهم أخوان .
فلما قُتل عثمان بن عفان ، قالوا هذه خصومة ما بيننا . وعن ابي سعيد الخدري انه قال : لما نزلت ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) ، كنا نقول : ربنا واحد وديننا واحد كيف يكون الخصام ؟ ! فلما كان يوم صفين ، وشدد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا : نعم هكذا يكون الخصام .
وعن الزبير بن العوام ، قلتُ : يارسول الله ، أينكر علينا ما يكون بيننا في الدنيا من خواص الذنوب ؟ قال : نعم ينكر عليكم حتى يؤدي إلى كل ذي حقٍ حقه ، قال الزبير: والله إن الأمر لشديد !!
وعن بن عباس أنه قال : في الآية يخاصم الصادق الكاذب والمظلوم الظالم ، والمهتدي الضال ، والضعيف المستكبر . وعن بن مردويه ، عن أبي أيوب رضي الله عنه : أن رسول الله قال : ( أول من يختصم يوم القيمة الرجل وامرأته والله ما يتكلم لسانها ولكن يدها ورجلاها يشهدان عليها بما كان لزوجها .
وتشهد يداه ورجلاه بماكان لها ، ثم الرجل وخادمه مثل ذلك ثم يُدعى أهل الأسواق للحساب : وما يوجد دانق ولا قراريط ، ولكن حسنات ، وعن ابي هريرة قال : قال رسول الله : ( ليختصمن يوم القيامة كل شئ حتى شاتان فيما انتطحنا ) .