تصحيح المفاهيم : – قالوا : ان طريق الخلاص من التردي الذي تعيشه الأمة الإسلامية : هو تصحيح المفاهيم الإسلامية ، وخصوصاً مفهوم كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) . وإذا قلت لهم هذه العبارة : يفتح كثير من الناس أفواههم من العجب ، كيف هذا ؟ : لأن عند بعضهم أن طريق الخلاص هو محاربة الفقر ، والجهل ، والمرض . وعند البعض الآخر هو : إزالة التخلف الحضاري بالتكنلوجيا . وعند بعضهم : إصلاح الأخلاق المنهارة : الرشوة ، والكذب والنفاق والإهمال ، وموت الضمير وعدم المبالاة . وعند بعضهم : جمع الكلمة وتوحيد الصف وإزالة البغضاء ، وتغليب المصلحة العآمة . ويمكن أن يقال : نحن نوافق على هذا كله ، ولكن كيف لنا ذلك ؟ ! . قال أحدهم : جرَّبت الأمة ذلك خلال قرن كامل من الزمان أن تصلح هذا كله : فُتحت المدارس والمعاهد والجامعات وأنشئت مصانع ، وأمتلأت الطرق بالسيارات والبيوت بالثلاجات والسخانات ، والتليفزيونات ، أُقيمت كل هذه المعالم ولكن زادت مشاكل الأمة . وقال بعضهم : إن طريق الخلاص هو تصحيح المفاهيم الإسلامية ، بدئا بمفهوم لا إله إلا الله ، حتى ولو تعجب المتعجبون ، وإن انكر المنكرون . حين كانت الأجيال الأولى من المسلمين تدرك مفهوم : (لا إله إلا الله) على حقيقته ، وطبقته في واقع حياتها ، كانت هي الأمة الممكَّنة في الأرض . وكانت هي أمة العلم والحضارة ، وأمَّة القيم الأخلاقية وتمكنت من إسقاط أكبر امبراطوريتين في العالم : الروم والفرس . فإذا قامت الأمة بمقتضيات لا إله إلا الله ، فستختفي الرشاوى والسرقات وستختفي ظاهرت المحسوبية ، والنفاق ، والكذب ، والغش ، وقلة الأمانة . وستظهر الجدية في العمل ، والوطنية بكل أبعادها . وستعود الأمة الى سابق عهدها . المطالب العالية .