قال الثعلبي في معنى النفس اللوامة : نفس المؤمن الذي تراه يلوم نفسه ، يقول : ما أردت بكذا ؟ فلا تراه إلا وهو يعاتب نفسه ، قاله أيضاً بن عباس ومجاهد .
وقال مجاهد : هي التي تلوم على ما فات وتندم ، فتلوم نفسها على الشر لما فعلته وعلى الخير لما لم تستكثر منه .
وقيل : أنها ذات اللوم ، وقيل : إنها تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها .
فعلى هذه الوجوه تكون اللوامة : بمعنى اللائمة ، وهي صفة مدح ، وعلى هذا يجئ القسم بها سائغاً حسناً : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) .
يقول المفسر الإمام بن عاشور : ـ
النفس اللوامة : المراد بها نفوس المؤمنين . ووصف اللوامة مبالغة ، لأنها تكثر من لوم صاحبها على التقصير في التقوى والطاعة ، وهذا اللوم هو المعبر في الإصطلاح بالمحاسبة ، ولومُها يكون بترديد حديثها النفسي . وفي الدنيا ينشأ عن محاسبة النفس ، التوبة والتقوى .