(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ، فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) .
هنا تتجلى طبيعة المعركة وحقيقتها بين الإسلام والآخر ، أنهم لا يرضون من الإسلام أن يكون له كيان مستقل عنهم ، ولا يطيقون أن يكون له وجود خارج وجودهم ، فهم لا يسالمون الإسلام حتى ولو سالمهم .
فالله سبحانه وتعالى يريد أن يكون للإسلام صورة مستقلة ، بقيادة مستقلة ، لأن منهجه في الحياة ، وأوامره ونواهيه ، لها خصوصية ، تتطلب أن يكون له ذاتية إعتبارية ، حتى داخل المجتمع الغير مسلم .
ولكن الذي نشاهده اليوم ، ينسجم معه منطوق ومفهوم هذه الآية الكريمة ، فالغرب اليوم لا يريد أن يسمع نداء الصلاة ، ولا يريد رؤية مسجد ولا منارة تعلو في السماء .
ولا يريد أن يرى الحجاب أو يشاهد اسلوب حياة التجمع المسلم ، هكذا ينفرون من ذلك ، ويريدون أن يندمج المسلم في مجتمعهم ، ويذوب في كيانهم ، وإلا الحرب الحسية والإعلامية ، والمسلمون : يظهرون المحبة لغيرهم ، ولا يظهرون العداء ولم يطالبوا الآخرين بالدخول في الإسلام .
والمسلمون والحال هكذا : عليهم أن يصبروا على مظاهر العداء: ( ولنصبرن على ما آذيتمونا ) . ونحن لا نبرئ أجهزتهم الإسخباراتية ، بأنها وراء ما يرتكبه بعض الشباب المسلم من مخالفات ، ليجدوا مبرراً قانونياً ، لحملاتهم العسكرية والاعلامية.