آخر الاسبوع – 43 الفراعنة قديماً وحديثاً قالوا إن فرعون بقي أكثر من ثلاثين عاماً لم يتعرض لمخاطر أمنية ، ولم يشعر بألم في جسمه أو حتى تصيبه زكمة أو صداع في رأسه . فتوهم المسكين من أحواله ، أنه المالك لأمر نفسه ، وأنه الغني بذاته ، فأطغاه ذلك فتفرعن ، وحمله ذلك إلى الدعاء الربوبية ، صاحب الملك والحكم المطلق في أرض مصر ، وما يتبعها من مقاطعات . ولو أنه عانى في تلك الفترة من مرض في جسده ، أو أصابته عاهة زلزلت كيانه : لستيقظ من سكرة العظمة وعلم أنه عبد مملوك ضعيف ، لا يملك لنفس ولا لغيره حولاً ولا قوة . ومن الثابت أن الإنسان ، كله ضعف وفاقة . وينبغي له أن يعلم أنه : لو جمع ثروات الدنيا كلها ، فإنه فقير ، وأنه لو أوتي علوم الأولين والآخرين فإنه جاهل ، وأنه لو تربع على عرش العزة وحكم كل أقطار الكرة الأرضية ، فإنه ذليل . لأنه فقير بين يدي من أغناه ، وضعيفاً بين يدي من أقدره ، وذليلاً بين يدي من مكنه على عرش العزة . والتاريخ أمامك انظر وتأمل من حولك كيف كان مصير الطغاة والبغاة والفراعنة الجدد الذين أفسدوا في الأرض ؟ . من ذا الذي يغتر مهما كان غبياً أو مغفلاً ، بعوارض من مظاهر القوة والعلم والغنى والعافية .وتصفيق المستعبدين من حوله قال الله تعالى : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)… المطالب العالية sz1sz.com