تكفل الله تعالى ، لمن قرأ القرآن ، وعمل بما فيه ، أن لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة .
قال الله تعالى : ( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) .
قال بعض أهل العلم : الآية قد نفت مسمى الضلال والشقاء عن متبع الهدى مطلقاً ، فاقتضت الآية ، أنه لا يضل في الدنيا ولا يشقى ، ولا يضل في الآخرة ولا يشقى فيها .
وأما نفي شقاء الدنيا فقد يقال : إنه لما انتفى عنه الضلال فيها ، وحصل له الهدى ، والهدى فيه من برد اليقين ، وطمأنينة القلب ، وذاق طعم الإيمان ، فوجد حلاوته ، وفرحة القلب به ، وسروره والتنعم به ، مستنيراً به قوياً به ، ماهو أجل النعم وأطيب الطيبات وأعظم اللذات .
قال الله تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) . فهذا خبر صادق من الله تعالى أرحم الراحمين .
ولا بد لكل من عمل صالحاً أن يحييه الله تعالى حياة طيبة ، بحسب إيمانه وعمله وليست الحياة الطيبة كما يظن الجفاة الأجلاف ، التنعم في أنواع المأكولات ، والمشارب ، والملابس والمناكح ، أو لذة الرئاسة ، والمال ، وأنواع الشهوات ، ولا ريب أن هذه مشتركة بين البهائم والدواب، بل قد يكون حظ البهائم ، أكثر من حظ الإنسان .