أعد أبو بكر راحلة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كمركوب خلال رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة ، كيف كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أبلغه ابو بكر ؟ رفض أن يأخذ هذه الناقة إلا بحقها ، ولم يتساهل في أمر الحقوق بين الناس ، ويغض الطرف، ويفرح بالبلاش وهو أمر محبب للإنسان .
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرسم سياسات ، ويحرص على شرعية كل خطوة يقدم عليها ، وأنه ليس من حق أصحاب المقامات والزعامات ، وكبراء القوم أن يستغلوا مناصبهم ، لأخذ أموال الناس بالباطل .
مع العلم ان رسول الله كان فقيراً ، وكان ممكن لو أنه غير نبي أن يفرح بهذا العطاء ويضمر في نفسه معرفته بغنى أبو بكر ، ويبحث عن المبررات النفسية التي تجيز له القبول بهذا العطاء ، بدون مقابل ، كما هو حاصل في خُلق التعامل بين الناس في هذه الأزمنة ، حيث يبررون سطوتهم على حقوق الغير بأنهم أصحاب الثراء .
خلق التعامل لدى الأوائل : ـ
عرض مالك الحصان للبيع وحدد الثمن الذي يستحقه ، وأبلغ خادمه ببيعه بنفس الثمن وغادر المدينة ، وفي طريق عودته ، وجد حصانه مع المشتري ، وسأله عن قيمته ، وتبين له أن الخادم باعه بثمن أعلى مما يستحقه الفرس ، وقال له ، ثمن البيع مرتفع ودفع له الفرق في السعر. بعد أن أبلغه بأنه مالك الفرس .