الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حورب في مكة ، وشرد أهلُ مكة أصحابه إلى خارج مكة ، وتركوا أموالهم ودورهم كلها ، وهاجروا إلى المدينة ، هرباً بدينهم ولكن القيم هي القيم ، في ذهن العظماء ، والرسول كان يعلم ، ان الصفة التي عُرف بها في المجتمع المكي (الأمين) .
وهي إحدى مقومات رسالته ، ولا يرغب أن يفرط فيها ، ولذلك ترك على بن أبي طالب في فراشه ، لكي يتولى رد الأمانات إلى القرشيين .
فقد عرّض ابن عمه للخطر في سبيل تحقيق هدف سامٍ ، فقد كان بمكانه في العرف البشري ومنطق الماديات ، ومعاملة المثل بالمثل والانتقام للنفس ، ان يصادر هذه الأموال ويوزعها على المهاجرين ، الذين استولى كفار مكة على أموالهم ، ليرد لهم بعض اموالهم .
ولكن هذه مفاهيم بشرية ناقصة ، والرسول كان يود ان تبقى الصورة الجميلة كما هي في أذهان أهل مكة ، أن هذا نبيُ مُرسل، لعل هذا السلوك السامي يقودهم إلى الإسلام في مراحل لاحقة ، وفعلاً تحقق ذلك .