آخر الاسبوع -٣٠ مشاهدات : – القيم العليا معتبرة حتى عند المنحرف ، فالصادق محترم حتى عند الكاذب ، والمستقيم محترم حتى عند المعوج . القرآن عرض جانب من القيم في لقطة في سورة يوسف . يوسف عليه السلام دخل السجن ، ودخل معه السجن فتيان ، فقال أحدهما : اني أراني اعصر خمراً . وقال الآخر : اني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه : ( نبئنا بتأويله ، إنا نراك من المحسنين ) ؟ . إذن كان هذان الفتيان يريان يوسف من المحسنين ، فبأي ميزان من موازين الاحسان قيّما يوسف . ولو لم يكن عندهما مقياس للفضائل والاحسان لما استطاعا ان يقيما سلوكيات يوسف واسلوب حياته في السجن ، حتى يصفاه انه من المحسنين . إذن فهما رغم انحرافهما وكفرهما ، يعلمان معنى الاحسان ، ودرجات التفاضل بين الناس من خلال المشاهدة . اذن فالقيم هي القيم حتى عند المنحرف . وما ُيقال عن السجينين يُقال : عن الملك فالملك عندما تحقق من براءة يوسف ، وأنه هو الذي أختار ان يكون سجيناً عن أن يخون الملك . لم تكن عقيدة يوسف ، ولا إنتمائه الفكري ذا اعتبار في حس الملك عندما قال : اريد ان استخلصه لنفسي، إنما كان المعتبر لديه الجانب الأخلاقي ، وما يمثله من الأمانة والصدق . في لقاء تنظيري عن الإسلام مع أحد الفرنسيين قال : نحن هنا في الغرب منفتحين على العالم وخصوصاً على الدين الإسلامي وما يمثله من قيم عليا . نحن في الغرب لا نريد منكم محاضرات وكثرة كلام عن الإسلام ، يكفينا ان نرى سلوكيات مجتمعاتكم ، لنعرف صلاح الإسلام من عدمه . لإدارة حركة الحياة . هكذا هم يقيمون قيم الإسلام من خلال التزام اتباعه بمبادئه . فكل من يتخذ من الإسلام شعاراً ويقدم على تشريع القتل والإفساد في الأرض فليس من الإسلام في شئ ويمثل أكبر معوق في انتشاره في العالم . فالمتأمل في سلوكيات الحوثيين وعملياتهم العسكرية واستهدافهم المدنيين وممتلكاتهم ، وتدمير المدن ودور العبادة والمستشفيات يتبين للآخر فساد انتمائهم لروح الإسلام ، لأن الدين الإسلامي يمنع المحاربين من التعرض للمدنيين وهو من الفساد في الأرض وكذلك يُقال لبقية المذاهب التي تنهج نفس النهج ، من داعش وغيرها . المطالب العالية