آخر الاسبوع – ٢٩ الجيوش والقيم العليا : – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوصي قيادات الجيوش بتقوى الله ثم يقول ( انهو ا جيوشكم عن الفساد، فإنه ما فسد جيش قط إلا قذف في قلوبهم ،الرعب ، وأنهوا جيوشكم عن الزنا ، فإنه ما زنا جيش قط إلا سلط الله عليه الموتان .. ) . ولقد أدرك المسلمون هذه الحقيقة ، فعلموا أن نصر الله مرتبط بتقواه وأن الهزيمة ناشئة من المعاصي . عمر في قلب المعركة : كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص قائد الجيوش بالعراق : ( إني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب ، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم . فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم ، وإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ، ولو لا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ، لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدتنا كعدتهم ، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا بالقوة . فاعلموا أن عليكم حفظة يعلمون ما تفعلون ) . هذه رسالة من أروع وصايا الخلفاء لقواد الجيوش ، فالتزموها فحققوا انصارات ساحقة ، وتمكنوا من تحطيم وسحق أعظم امبراطوريتين في العالم ، ووصلت طلائع جيوشهم إلى قلب أوربا ، وآسيا شرقاً . هذه هي العقائد القتالية للجيوش الإسلامية وأنه مما يدعو إلى العجب أن نرى : الشعارات التي تُرفع اليوم تحت رأية الإسلام تأملوا ( الجمهورية الإسلامية ، حزب الله ، انصار الله ، جيش الحسين : وهم يقومون بحرب إبادة ضد المسلمين ، قتل النساء والأطفال والشيوخ وتدمير المدن وتجريف الأراضي واستهداف المساجد والمستشفيات ويعتبرونها اهداف مشروعة . وهم يحضون بتأييد ومباركة من كبار علمائهم . المطالب العالية