شهود النقص : إذا شهدت قصورك ومعاصيك ، وعدم قيامك بحقوق ربك ، وعلمت بغفلتك عن مولاك : فينبغي أن لا ترى لنفسك على الناس حقوقاً ، من الإكرام والتقدير فلا تذمهم إذا لم يمنحوك أي اعتبار ، فينبغي أن تنظر لنفسك أنها أخس قدراً وأقل قيمة ، من ان يكون لها على عباد الله حقوقاً يجب مراعاتها أو فضل يقدموه .
فترى أن من يسلم عليك ، أو يلقاك بوجه طلق ، قد أحسن إليك وبذل لك ما لا تستحق فتستريح من رعونة نفسك ، واستراح الناس من معاتبتك وشكايتك .
فما أطيب عيش من هذا شأنه ، وما أنعم باله ، وما أقر عينه ، وأين هذا ممن لا يزال معاتباً على الخلق ، شاكياً ترك قيامهم بحقه ساخطاً عليهم وهم عليه أسخط .
المصائب : تحد من الفرعنة : قال أحد العارفين : لو علم أهل المصائب ، أنه لولا محن الدنيا ومصائبها ، لأصاب العبد من أدواء الكبر ، والعجب والفرعنة ، وقسوة القلب ، ما هو سبب هلاكه ، عاجلاً أو آجلاً .
فمن رحمة الله تعالى أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب ، تكون حمية له من هذه الأدواء ، وحفظاً لصحة عبوديته ، واستفراغاً للمواد الفاسدة الردئة المهلكة : فسبحان من يرحم ببلائه ، ويبتلي بنعمائه .