دخل أبو مسلم الخولاني رضي الله عنه : على معاوية ، وهو من هو بأساً وملكاً وقوة ، وبطانته حافون حوله ، فيحييه ، أبو مسلم قائلاً : السلام عليك أيها الأجير فتحركت الحاشية من هول ما سمعت ، يقولون لأبي مسلم هامسين : قل : أيها الأمير ، فيعيد الكرة : السلام عليك ايها الأجير .
فيقول معاوية لصحبه : دعوه ؛ فإن أبا مسلم ، يعرف ما يقول : ويواصل أبو مسلم حديثه لمعاوية : إنما مثلك مثل أجير أؤتمن على ماشية ليُحسن رعيها ، ويوفر ألبانها ، وينمي الصغيرة ، وسمن العجفاء . فإن هو فعل ، استحق أجره وزيادة . وأن هو لم يفعل، لم ينل أجراً .
يا معاوية ، لا تحسبن الخلافة جمع المال وإغداقه ، على الملذات ، إن مكان الخليفة من الناس ، مكان النبع الذي يرجون صفاءه .