( والرجز فاهجر ) : القيمة الأخلاقية في هذه الجملة القرآنية الكريمة :ــ
اهجر: كلام جامع في مكارم الأخلاق . كأنه قيل : اهجر الجفاء والسفه ، وكل شيء قبيح ، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين ، وكل من انحرف عن منهج الله تعالى ورضي بالعيش بعيد عن مراد الله من خلقه .
وعليه يحتمل أن يكون هذا الأمر بالثبات على تطهير الباطن ، بعد الأمر بالثبات على تطهير الظاهر ، يقول سبحانه وتعالى : ( وثيابك فطهر ) .
أو أريد بالرجز : القبيح المستقذر ، والدنيا عند العارف في غاية القبح والقذارة فعن على كرم الله وجهه ، أنه قال : الدنيا أحقر من ذراع خنزير ميت ، بال عليه كلب .
وقال الشافعي رحمه الله تعالى : ما هي إلا جيفة مستحلية عليها كلاب همن اجتذابها فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها ، وإن تجتذبها نازعتك كلابها .
وقيل : كل ما ألهى عن الله تعالى فهو رجز ، يجب على طالب الله تعالى والدار الآخرة هجره ، إذ بهذا الهجر ينال الوصال ، وبذلك القطع يحصل الأتصال .