· يقول أحد الكتاب : انني أعايش اليوم في دنيا المسلمين ، وأرى : من إضاعة للأوقات ، وتبذير للأعمار ، جاوز حد السّفه إلى العته ، حتى غدوا في ذيل القافلة ، فلا عملوا لعمارة دنياهم ، شأن أهل الدنيا، ولا لعمارة آخرتهم شأن أهل الدين ، بل خربوا الدارين ، وحُرموا الحسنيين .
· وقد لمست لدى المسلمين في قرونهم الأولى ـ وهي خير القرون ـ من حرص شديد على أوقاتهم ، فاق حرص من بعدهم على دراهمهم ودنانيرهم ، فكان حصاده ، علماً نافعاً ، وعملاً صالحاً ، وجهاداً مبروراً ، وفتحاً مبيناً .
· كان بعض السلف يسمون الصلوات : ميزان اليوم ، ويسمون الجمعة ، ميزان الأسبوع ، ويسمون رمضان ميزان العام ، ويسمون الحج ميزان العمر وذلك حرصاً منهم على أن يسلم لأحدهم يومه أولاً ، فإذا مضى اليوم ، انتقل همه في سلامة الأسبوع .
· وهكذا بقية المناسبات الشريفة ، ومهما طال عمر الأنسان في هذه الحياة الدنيا ، مادام الموت هو نهاية كل حي.