جميل من الناس أن يعاشر بعضهم بعضاً ، ويترك لهم فلتات الطباع ، وزلات الأقدام . يقول النائب العام (فرانك هوجان) النائب العام في نيويورك : إن نصف القضايا التي تُعرض على محاكم الجنايات تقوم على أسباب تافهة ، كجدال ينشأ بين أفراد أسرة ، أو من إهانة عابرة ، أو كلمة جارحة ، أو إشارة نابية ، هذه الصغائر هي التي تؤدي إلى القتل ، وتورث الأحقاد ، ويمكن للعقلاء تجاوزها .
يجب أن تكون المعاشرة قائمة على السماحة وغض الطرف ، وفي ذلك قال الشاعر وهو يتحدث على قيم المسامحة ، وحسن الخلق :
· إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقَك لم تلق الذي لا تعاتبه
· فعش واحداً أو صل أخاك فإنه مُقارفٌ ذنبٍ مرة ومُجانبه
· إذا أنت لم تشرب مِراراً على القذى ظمئت وأيُّ الناس تصفو مشاربه
· ومن ذا الذي تٌرضَى سجاياه كلُها كفى المرءَ نُبلاً أن تُعَدّ معايبه .
إذا ضاق الزوج بغلطة من امرأته تذكر أن لها صواباً في نواحي أخرى وإن حزن لجانب سيء من نفسها نظر إلى جانب آخر يسره منها .
ولذلك يشير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر ) .
وقد صرح القاضي (جوزيف ساباث) من قضاة شيكاغو بعد أن فصل في أكثر من أربعين ألف طلاق بقوله : إنك لتجدن التوافه دائماً وراء كل شقاء يصيب الزو اج .