ينبغي للفتاة أن تعلم أنها لن تظل جميلة طول عمرها ، ولا فاتنة ساحرة مدى حياتها فإذا ما ذبلت تلك الملامح بتقدم العمر ، وأنمحت نضارتها واعتصرت محاسنها ، ولم تعد تصلح لإثارة غرائز الزوج . فنزل الى الشارع فرأى فتاة متبرجة خير منها ، وفي كامل زينتها ورونقها ، تحركت شهوته وجرت المقارنة بين ما ينظر في الشارع وما يراه في البيت ، وبين هذا وذاك ، تتكالب عليه الهموم والحسرات ، وهذا موقف حتماً لا يسر أي امرأة .
فنظرة الرجل في الشارع إلى المظاهر السافرة المبتذلة تبدد رصيد العلاقة الزوجية ، ولو لم ير في الشارع هذه المظاهر لما التهبت مشاعره ، من هنا تكمن توتر العلاقة الزوجية وتنحل الروابط الأسرية .
فعلى الفتاة المسلمة أن تدرك حكمة الله الباهرة في التشريع الإسلامي في الحجاب الذي يريد أن يؤمن كيان الأسرة عندما تصل إلى مراحل الشيخوخة . فاعلمي أيتها الفتاة أن الذي منعك من السفور منع الآخرين من أجلك .
فبمقدار ما أغوت امرأة رجالاً بمقدار ما زهد فيها رجال ، وبمقدار ما رغب فيها أناس بمقدار مارغب عنها أكثر منهم ، وبمقدار ما استمالت من نفوس فإن الله تعالى يذل آخرتها في الدنيا ، بأن ينصرف الكل عنها انصرافاً مزرياً محتقراً ، والذي كان يتمنى في ماضيها أن يحظى بنظرة واحدة ، لو رآها في مرحلة ضمور جمالها وفتنتها لبصق عليها .
وما قيل في فتنة الشارع يُقال عن فتنة الإعلانات والمسلسلات التي تعرض فيها أعلى درجات الفتنة والجاذبية ، وكم من نساء اعتزلن الخروج من منازلهن بعد التقدم في السن وربما فقدن أزواجهن بعد ان اختفت الأضواء وانصرف الرجال عنهن فأصبن بالأمراض النفسية والإكتآب . هذه هي المقاصد التي تبدو خفية في عظمة هذا التشريع المعجز .