كتب سعيد بن المسيب إلى بعض إخوانه من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أن ضع أمر أخيك على أحسنه ، ما لم يأتك ما يغلبك ؛ ولا تظن بكلمة خرجت من أمرئٍ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً .
ومن عرّض نفسه للتهم فلا يلومن إلا نفسه ؛ ومن كتم سره كانت الخيره في يده ؛ وما كافيت من عصى الله تعالى فيك بمثل أن تطيعه الله فيه ؛ وعليك بإخوان الصدق ولا تأمن إلا من خشى الله تعالى ؛ وشاور في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب .
كن مع الله :
نقل عن سهل التستري ؛ أنه قال : كنت ابن ثلاث سنين ؛ فقال لي خالي : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ قلت : كيف أذكره ؟ قال : قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ـ ثلاث مرات ـ من دون أن تحرك لسانك : الله معي ، الله ناظر إليّ ؛ الله شاهدي .
قال سهل : كررت ذلك عدة مرات ، فوقع في قلبي حلاوته ، ثم قال لي خالي بعد سنة : أحفظ ما علمتك ، ودم عليه إلى أن تدخل القبر ، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة قال سهل : من كان الله معه ، وناظر إليه ، وشاهده ، كيف يعصيه ؟ !
كن في الدنيا كالنحلة :
قال بعض الزهاد : ما علمت أن أحداً سمع بالجنة ، تأتي عليه ساعة ، لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان ، فقال له رجل : أوصني ؟ قال : دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة ، وكن في الدنيا كالنحلة ، إن أكلت أكلت طيباً ، وإن أطعمت أطعمت طيباً وإن سقطت على شئ لم تكسره ، ولم تخدشه .