·هذا يبين نظرة الإسلام إلى الدنيا ، وأنها عرض زائل ، والإنسان أكثر وأسرع زوالاً من الدنيا ، وعابر السبيل هو في عجلة من أمره ، يقضي حاجته وعينه معلقة إلى وقت الرحيل .
· القول في تأويل قوله تعالى 🙁 وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) : اجعل اهتمامك منصباً للآخرة ولا تصرف جل همك في الدنيا ، وهذا ينبغي أن يكون هدفك الأساسي وهمك الأكبر ، فإذا كانت الجبال تمر مرالسحاب وأنت لا تشاهد حركتها ( كما يقول بعض المحققين انها في الدنيا) وكذا عمرك لا تلاحظ سرعة انقضائه ، وبينما أنت مستغرقاً في دنياك : تفاجأ بعوارض الشيخوخة ، من بياض الشعر وآلام أطرافك والوهن في عظامك .
·قال أحد الصالحين : ابكي وما لي لا ابكي ، ابكي لخروج روحي ، ابكي لظلمة قبري ، ابكي لخروجي من قبري عرياناً ، ابكي ليوم حسابي ، ابكي لعبوري على الصراط وتحتي جهنم ، ابكي لطول حسابي ، ابكي لنشر أعمالي أمام البرية في يوم حشري ، ابكي وما لي لا ابكي ، ابكي لوحدتي بعد رحيلي من هذه الدنيا .
·ذهب علي بن أبي طالب وخادمه قنبر إلى السوق ، واشترى ثوبين أحدهما أجمل من الآخر وأكثر ثمناً ، فأعطى الأجمل لخادمه قنبر ، واحتفظ لنفسه بالأقل جوده وثمناً . قال خادمه قنبر : خذ هذا يا أمير المؤمنين ، أنت تظهر على المنبر وتواجه الناس ، قال على : أنت شاب وتعجبك مثل هذا الملابس وأنا قد وليت !! تأمل هذا الخلق العظيم .لم تؤثر فيه شهوة المنصب وحب المظاهر والعلو، وتنسيه قدومه إلى الدار الآخرة .