آخر الاسبوع – ٦
مليونير هندي .على صعيد عرفات : –
في البقعة التي كنت أقف عليها بعرفة بجواري بعدة خطوات وقف أكثر من خمس عشرة جنسية مختلفة ؛ منهم : الصيني ؛ والبنقالي ؛ والفلبيني ؛ والأفريقي ؛ والماليزي ..الخ ؛ في بقعة لا تتجاوز عدة أمتار..
الكل يرفع يديه في حالة مهيبة ومعبرة تدل على الصدق وعمق الإيمان ؛ بلغة عربية مكسرة .
وعلى بعد خطوات منهم ؛ كان أكثر من ستين هندياً من أفقر فقراء الهند ؛ كان سفرهم الى مكة عن طريق الدواب والقوارب والأقدام .
وعلى بعد خطوات منهم ؛ كان هندي آخر بذات ملابس الإحرام البيضاء .
قال لي المطوف : أنه (مهراجا) : من كبار أثرياء الهند يملك عدة ملايين وحاكم أكبر المقاطعات الهندية ،
كان على الديانه البوذية وأعتنق الإسلام ؛ ولم يعبأ بتهديد البوذيين ؛ ففقد أصواتهم في الإنتخابات ، زهد في المنصب والكرسي واختار أن يعيش مع الله تعالى .
وأنفق الملايين في إنشاء مجمع لتدريس القرآن الكريم ؛ وتعليم اللغة العربية ؛ وكان أعلى صوتا منهم في البكاء والنحيب ؛ هم قطعاً لم يعرفوا اللغة العربية ؛ ولم يكونوا يدركون معاني ما يرددونه .
و كان كل واحد يشعر أنه يخاطب الله تعالى بهذه الحروف ؛ وأنه في حضرة الله تعالى وفي ضيافته وفي رحابه .
وأنه يقف حيث كان يقف رسول الله وصحابته وأنه يسجد حيث كان يسجد ؛ ويركع حيث كان يركع ؛ ويردد ما كان يردده .
الكل فقراء على على صعيد عرفات المليونير ؛ و الفقراء ، يجمعهم الخشوع وصدق الدعاء .
لا تفاضل بين غنيهم وفقيرهم في ميزان الله إلا بالتقوى أتوا من أقاصي الدنيا لتلبية دعاء ابراهيم عليه السلام ؛ نداء الفطرة المغروس في صلب الآباء والاجداد
المطالب العالية