ads

روائع الفوائد والحكم والبصائر واللطائف ودقائق العلم

والاستنباطات لآي من القرآن الكريم لكبار المفسرين

عصر الهمجية طبق الرطب الصنم الأكبر المكاسب والخسائر تعطلت لغة الكلام الرضا بعيد المنال الطريق إلى عرفات/5 الطريق إلى عرفات/4 الطريق الى عرفات/3 لماذا الدعاء على عرفات؟!

مسار الصفحة: الرئيسية / نسمات إيمانية / سقوط الأستار والحجب

سقوط الأستار والحجب

سقوط الأستار والحجب

( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) .

هذا الخبر صادر من صاحب الشأن ـ جل جلاله ـ يحكي لنا هذا الإنقلاب المهول في الكون ، ولا يقتصر الهول على حمل الأرض والجبال ، ودكهما دكة واحدة ، فالسماء في هذا اليوم الهائل ليست بناجية .

يقول سيد قطب :

(يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) : ــ

فالكل مكشوف الجسد ، مكشوف النفس ، مكشوف الضمير ، مكشوف العمل ، مكشوف المصير . تسقط جميع الأستار التي كانت تحجب الأسرار ، وتتعرى النفوس تعري الأجساد ، وتُبرز الغيوب بروز الشهود ، ويتجرد الإنسان من حيطته ومن مكره ومن تدبيره ومن شعوره .

ويفتضح منه ما كان حريص على ستره حتى عن نفسه ، ما أقسى الفضيحة على الملاء ، وما أخزاها على عيون الجموع ، أما عين الله ، فكل خافية مكشوفة لها في كل حين .

وكل شيئ بارز في الكون كله ، الأرض مدكوكة ممسوحة لا تحجب شيئاً وراء بروز ولا نتوء : ألا أنه لأمر صعب عصيب .

وإن طبيعة الإنسان لمعقدة شديدة التعقيد ، ففي نفسه منحنيات ، ودرب تتخفى فيها نفسه ، وتتدسس بمشاعرها ونزواتها وخواطرها وأسرارها وخصوصياتها ، إنه يصنع هذا وأشد منه ، حين يحس أن عيناً تتجسس عليه فتكشف منه شيئاً مما يخفيه فكيف به وهو عريان بكل كيانه ، الظاهرة والباطنة .

المطالب العالية

التعليقات مغلقة على هذه التدوينة.