( قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ، ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) .
من كنوز التفسير: ما يقوله صاحب الظلال : لو بقي على قيام الساعة ملايين السنين لايقدم هذا العلم ولا يؤخر ، المهم أن تعلم أن أقصى فترة زمنية لهذا المخلوق : ـ حوالي مائة عام .
ثم عقب بعد ذلك مرحلة الحياة البرزخية ، ومهما طالت فإنها في حس الإنسان عندما يُبعث من القبر يوماً أو بعض يوم ، لأن الله قد طوى عنصر الزمن :ما قال: الله تعالى : ( كماءٍ أنزله … فأصبح هشيماً تذروه الرياح ).
تأمل فقد اختصر فترة النمو والإخضرار ، وأتى بالمرحلة الأخيرة وهي الهشيم . وهذا تدل عليه الآية : فبينما هم يسألون في شك ، ويجابون في جزم ، يخيل السياق القرآني كأن هذا اليوم الذي يسألون عنه قد جاء والموعد الذي كانوا يشكون فيه قد حان .
( فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل : هذا الذي كنتم به تدعون ) فقد رأوه قريباً حاضراً أمامهم دون توقع ودون تمهيد . واختصر الله سبحانه وتعالى زمن لبرزخ بملايينه من السنين : بيوم أو بعض يوم . هذا ما يقوله الإنسان عندما يبعث من القبر، لم يعلم انه لربما لبث في القبر ملايين السنين .