أظهرت الدراسات : أن عدد المصابين بالأمراض النفسية في القوات الأمريكية التي شاركت في حرب العراق ، أكثر من ستة وعشرين ألفاً ، باعتراف الناطق الرسمي باسم الجيش الأمريكي ،
وكان السبب ظاهرة الخوف الشديد بالرغم من التفوق الساحق في نوعية أسلحتهم الحديثة ووجود المعسكرات الآمنة ، وحجم الرفاهية ، ومع ذلك فهم غير آمنين على انفسهم ويفتقدون إلى القناعة بالأهداف التي يقاتلون من أجلها ، والمصير المجهول الذي ينتظرهم بعد الموت .
وهذه الإعتبارات أدت إلى إطالة أمد الحرب ، وترتب على ذلك خسائر فادحة في الذخائر التي غالباً ما تخطئ أهدافها بسبب الخوف والآضطراب وعدم القدرة على التركيز لدي مستخدمي الأسلحة .
وعلى ضوء ذلك تغير الفكر الاستراتيجي الأمريكي : فأصبحوا يعتمدون على القوات الجوية ، واستخدام الطائرات بدون طيار، والاسلحة الصاروخية الموجهه من بعد ، وهذا التكتيك من شأنه تعريض المدنيين للخطر .
أما الجيوش الإسلامية : فلم يثبت أن عناصرها قد تعرضوا لهذه الظواهر في تاريخها القديم والحديث ، ونعني بذلك الجيوش الإسلامية التي تقاتل وفق عقائد قتالية إسلامية .
فالجندية الإسلامية : تقاتل من أجل قيم أخلاقية وأهداف اسلامية سامية : لرفع الظلم والبغي والفساد في الأرض ،وليس لتحقيق أهداف سياسية أو توسعية أو مكاسب اقتصادية : وهذه تسمى في الفكر العسكري الحرب النظيفة .