تكدر الأوقات من فساد القلب عن سهل بن سعد الساعدي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله ، وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس . حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة قيل في شرح هذا الحديث : ـ وقد اشتمل هذا الحديث على وصيتين عظيمتين : إحداهما الزهد في الدنيا وأنه مقتضي لمحبة الله تعالى لعبده . والثاني الزهد فيما أيدي الناس فإنه مقتضي لمحبة الناس . فأما الزهد في الدنيا ، فقد كثر في القرآن الإشارة في مدحه ، وكذا ذم الرغبة في الدنيا ، كما قال تعالى : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) . وقال تعالى : ( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ) . الواجب على العاقل : الاهتمام بإصلاح سريرته والقيم بحراسة قلبه عند إقباله وإدباره ، وحركته وسكونه لأن تكدر الأوقات وتنغص اللذات لا يكون إلا عند فساد القلب . قال كعب الأحبار : والذي فلق البحر لبني إسرائل ، إني وجدت في التوراة مكتوباً : يابن آدم اتق ربك وصل رحمك وبر والديك ، يمد لك في عمرك ، وييسر لك رزقك ويصرف عنك عُسرك . المطالب العالية