قد يحب الناس الشخص لعلمه ، أو دينه أو إحسانه ، أو غير ذلك من أنواع المحبة فالفتنة في هذه المحبة عظيمة .
فإن فتنة الجاه والعلم والصور فتنة كل مفتون ، وهم مع حبهم له يطلبون مقاصدهم فإن لم يفعلها نقص الحب أو حصل نوع بغض ، ولربما زاد أو أدى إلى الإنسلاخ من حبه ، فصار مبغوضاً بعد أن كان محبوباً .
ولعل فتنة الصور تحتل المساحة الأوسع بين الناس ، وخصوصاً العلاقة بين الجنسين ، وما ينشأ عن هذه العلاقة من ارتكاب المحرمات ، وانتشار الفساد ، وعدم مراعاة الضوابط الشرعية التي تنظم العلاقة بين الجنسين الأمر الذي ينشأ عنه مظالم واسعة .
فأصدقاء الإنسان يحبون استخدامه واستعماله في أغراضهم ، حتى يكون كاالعبد لهم وأعداؤه يسعون في أذاه والحاق الضرر به ، وأولئك يطلبون منه انتفاعهم ، وإن كان مضراً له ، مفسداً لدينه .
فالطائفتان في الحقيقة ، لايقصدون نفعه ولا دفع ضره ، وإنما المهم لديهم تحقيق أغراضهم به : فإن لم يكن الإنسان عابداً لله ، متوكلاً عليه ، موالياً فيه ومعادياً والا اكلته الطائفتان ، وأدى ذلك إلى هلاكه في الدنيا والآخرة .