يقول الشخ عبد القادر في ( فتح الغيوب) : اخرج من نفسك وتنح عنها وسلم الكل لله تبارك وتعالى ، وكن بواباً على باب قلبك ، وامتثل لأمره تبارك وتعالى في إدخال من يأمرك بادخاله ، فلا تدخل الهوى قلبك بعد أن خرج منه .
وإخراج الهوى من القلب بمخالفته وترك متابعة الأحوال كلها ، وادخال رقابة الله تعالى في القلب بمتابعته وموافقته ، فلا ترد إرادة غير إرادته تبارك وتعالى ، احفظ أبداً امره وانته ابداً عند نهيه ، ولا تشركه بشيء من خلقه .
( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه احداً ) .ليس الشرك عبادة الأصنام فحسب ، بل هو ايضاً متابعتك لهواك ، وأن تختار مع ربك شيئاً سواه من الدنيا وما فيها .
فالعبادة : في مخالفتك نفسك وهواك ، قال تعالى : ( ولا تتبع الهوى فيضلك عنسبيل الله ) . والحكاية المشهورة عن أبي يزيد البسطامي ـ رحمه الله ـ لما رأى رب العزة في المنام ، فقال له : كيف الطريق إليك ؟ فقال : اترك نفسك وتعال .
قال أبو يزيد : فانسلخت من نفسي ، كما تنسلخ الحية من جلدها : ابن تيمية ص ـ 518/ م2 / مجموع الفتاوى . يقول ابن تيمية : مراده بهجر المباح : إذا لم يكن مأمور به ، فإن المأمور به من المباحات ، إذا فعله بحكم الأمر : كان ذلك من أعظم نعم الله تعالى وكان واجباً عليه .