كل من يقف ضد هذا الدين ، في أي زمان وفي أي مكان ، فهو محاد لله ورسوله ، في نفسه كبرما ، هو ببالغه وأدخل نفسه في عالم الشقاء والتيه ، مهما كانت مكانته ورفعته .
فهذه الدول صاحبة السلطان المادي ، لا ينفكون في التآمر وتدبير المكائد لإقافة عجلة سيره والحد من انتشاره ، عداوة متجذرة في نفوسهم منذ مرحلة الفتوحات الإسلامية ، نرى أحداثها قائمة اليوم كما كانت في كل العصور السابقة ، سلسلة متصلة من المكائد ومع ذلك ولم يتمكنوا من تحقيق مرادهم ، بل يزداد الإسلام قوة وصلابة كلما اشتدت ضربات أعدائه عليه .
كما أن أتباعه يزدادون رسوخاً وصلابة وثبات وإقبال على تعاليمه ونشره في الأرض : ( إن الذين يحادون الله ورسوله ، أولئك في الأذلين ، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) .
( في الأذلين ) : يدل على أنهم كائنون في زمرة الموصوفين بالذل من السابقين وهذا التعبير بالضرفيه ، أبلغ من أن يقال أولئك هم الأذلون ، لأن مثل هذه الفئة وجدت في سابق الأمم ، وستتكرر عبر التاريخ .
لأن مقتضى إرادة الله ، أن يكون منهج الله ، وأتباعه ، تحت عناية الله وكلاءته سنة كونية لا تتخلف .