يقول أهل التحقيق : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر ، وإذا صُرع وجد متكأ وهذا ترغيب من الله في إكثار المؤمن من ذكره بما هو أهله ، في وقت المهلة والفسحة ، لينفعه ذلك عند المصائب والمضائق والشدائد .
قال الله تعالى : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) . قال العلماء كان يونس عليه السلام ، كثيرالصلاة في الرخاء . وقال بعضهم : وكان يقال : إن العمل الصالح يرفع صاحبه ، إذا استقام على المنهج .
وهذا تصريح واضح من الله تعالى ، أن عباده الصالحين المتقين العابدين ، يحصلون على منافع ومكافآت في الدنيا : من رفع الضيق والكرب والهموم والغموم ، وينالون الحياة الطيبة في الدنيا .
فهل بعد ذلك يتجاسر عاقل أن يقدم على ارتكاب مخالفة تؤدي إلى غضب الله عز وجل . إن التضحية بهذا المدد والعون الإلهي في الدنيا قبل الآخرة ، لا يمكن أن يصدر إلا من أحمق بلغ غاية الحمق ، الذي فوت على نفسه أعظم المصالح .
لابد من التخلص من كل المساويء ، وإعداد النفس ، وتطهيرها ، لتكون جديرة بدخول دار النعم بعد أن ذاق طعم الحياة الطيبة في الدنيا .