يقول ابن القيم : ينبغي أن يعلم : أن الذنوب والمعاصي تضر ، في الأبدان وضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان ، على اختلاف درجات الضرر .
وهل في الدنيا والآخرة شرُ وداءُ إلا سببه الذنوب والمعاصي .
فهما الذين أخرجا الأبوين آدم وحواء من الجنة إلى دار الآلام والأحزان والمصائب .
وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ، ومسخ ظاهره وباطنه .
فجعل صورته أقبح صورة ، وأشنعها و باطنه أقبح من صورته وأشنع .
وما الذي أغرّق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال .
وما الذي ابتلى الأمم المعاصرة : بالزلازل والأعاصير والفيضانات ، والحرائق ، وكورونا وعائلته ،التي استعصى على رواد الحضارة الصناعية والتكنولوجيا أن يجدوا لها مخرج علمي .
إنها المعاصي والفساد والبغي في الأرض ، والإعراض عن القبول بالرسالة الخاتمة التي تخاطب الناس عموماً .