زرته معزياً بعد وفات زوجته بعد عشرة دامت خمسة وثلاثين عاماً .
قلت له : لماذا كل هذا الحزن ؟!!
قال لي : تلك امرأة : ( أصلية ) أي :
زوجة مثالية . قلت له : كيف هذا ؟!
قال لي في الأيام الأولى من زواجنا . طرحتُ أمامها المنهج الذي ينبغي لنا مراعاته في مسيرتنا المستقبلية ، في حياتنا الزوجية .
فقلتُ لها : أنت على علم بحجم المفاسد التي اجتاحت مجتمعاتنا ، حتى أنها اقتحمت علينا غرف نومنا ، شئنا أم
أبينا . حتى بلغ تأثيرها أن أوصلت نسبة
الطلاق الى 56٪ .
اهتمامك بالظاهر من قصَّات الشعر ، والمساحيق وحمر الشفاة وتطويل أظافرك ، وصوالين التجميل ، وتلوين الشعر ، والقصات على طريقة الموضة الفرنسية ، والملابس المحزقة عند الخروج ، وتنويع فساتينك في كل
مناسبة .
كل ذلك لا يطيل أمد العشرة ، ولا يقدم إضافات جديدة ، للأنس ، والمودة ودفء العشرة ، والمحبة والحياة الطيبة
يكفيني أن أراكي مثل ما أنت عليه الآن بعد أن ظهرت بشرتك على طبيعتها بعد أن أزلت كل هذه المساحيق التي غطت ملامح بشرتك .
الذي يهمني في علاقاتنا الزوجية أن تريني الجانب الإنساني في التعامل ، أريد منك
أريد منك أن تعرفي ، لماذا اختار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن تُنصب له خيمة بجوار قبر زوجته خديجة عند فتح مكة ، بعدما انهالت عليه طلبات الاستضافة في بيوتات أهل مكة .
أريدك أن تعرفي أيضا ، لماذا يقوم رسول الله من مقعده : لتجلس تلك العجوز التي قدمت إليه من مكة .
حينما قالت عائشة : لماذا كل هذه الحفاوة وكل هذا ،الاهتمام بهذه المرأة ؟!
قال لها : انها كانت تأتينا أيام خديجة .
ذكرته زيارتها ، بأيام خديجة .
قالت : خديجة ، خديجة ، والله أبدلك خيرا من تلك العجوز ، رد عليها بكلام نبوي
طويل عن شخصية خديجة .
لا يتسع المجال للاسترسال .
أما أنا : فسيكفيكي مني أن أكون : مستحضراً رقابة الله تعالى بصحبتي معك ، كما ورد في الآية الكريمة السابقة