العلوم والمعاني التي وردت في القرآن وتفصيلاتها ونتائجها المتلاحقة ، يوردها الله تعالى ، لغرض استيعاب سبب ورودها والاعتبار بالنتائج .
فمثلاً قصة أصحاب الجنة التي وردت في القرآن فيها معاني خطيرة
جداً تمس حياة الإنسان اليومية .
لقد كان والد أصحاب الجنة في غاية الكرم ، وعلى علم ومعرفة بحقوق الضعفاء والمساكين ، وعاقبة ذلك في الدنيا ، ففي العاجلة البركة والنماء ، والعناية الإلهية .
وقد كان هذا الرجل يؤدي هذا الحق من الأرض عند الحصاد ، وكان هذا المسلك
لا يعجب أبناءه ، فهم يرون ذلك : سفهاً
من الأب وحماقة ، إذ يبدد ثروتهم بهذا الأسلوب .
وعندما توفي الأب ، اتفقوا على أن يكون موعد الحصاد
في الوقت المبكر ، قبل علم الفقراء بذلك ، وقد بيتوا هذه النية ، والله مطلع على الأسرار وما تخفي الصدور
وكانت النتيجة معروفة في سورة الواقعة ، ولقد أدرك أحد الأبناء عندما شاهد المزرعة ، في أعقاب نزول العقاب بما لديه من علم شرعي .
وبمعرفته بسنن الله تعالى في الكون ، وقد كان من طيب منبتهم ، وبركة صلاح والدهم ، قد عادوا الى رشدهم فوراً .
وقد ورد : أنه بعد توبتهم أن عوضهم الله بجنة في صنعاء العذق من العنب مثل قامة الرجل .