آخر الأسبوع ساعة الصفر
: قيل له : فلان قد مات قال : كيف هذا وكان يقابلني أمس في لعب البلوت وصحته عال العال وهو شاب لا زال في مقتبل العمر .
الموت مصيرك ، لا يمكنك أن تفر أو تهرب منه ، قد يقتحم عليك ، وأنت في
ليلة الزفاف . ويمكن أن يحرمك من سكنك بعد اكتمال تأثيثه ، وقبل السكن
بدقيقة . قالوا : الموت بالنسبة لكل الأحياء أزمة ، حتى مع الأنبياء ،
وأولي العزم منهم ،كانوا يخافون الموت ، مع أنه لاحساب عليهم ولا عقاب :
فموسى عليه السلام : مع ذلك لطم ملك الموت وأذهب بصره ، عندما أتى لقبض
روحه . ونوح عليه السلام : ذُكر في بعض الكتب ، أن نوح عليه السلام قد
طلب من ربه أن يريه جميع أبنائه الأنبياء ، وشاهد أحدهم وهو : ضعيف البنية
ونحيل الجسم .
قال : من هذا ؟ قيل له : هذا ابنك النبي فلان ، سيموت وعمره أربعين سنة ،
فتكدر خاطره وصعب عليه : وتبرع له بستين سنة من عمره ليكمل المائة .
وأُشهد عليه الملائكة ، ولما جاء إلى نوح ملك الموت ليقبض روحه : اعترض
على ملك الموت ، كيف هذا ؟ ! باقيي ستين سنة . قيل له : خُصم عليك ستين سنة
لإبنك حسب طلبك ، فأنكر ذلك وطلب البقاء في الدنيا حتى يستكمل الستين سنة
كلها . وأنكر شهادة الملائكة على هبته لإبنه .
قيل : العدم كامن في أجسادنا ، في كل لحظة هناك شئ يتساقط منا ويقربنا من
الإحتراق . كل العواطف الجميلة والنزوات والفكر والفن الخلاّق ، كل هذه
القيم الجميلة ، ليس لها اعتبار عند ملك الموت : عند ساعة الصفر . يدخل
المساكن من غير الأبواب ، ويقتحم غرف النوم بدون استئذان
وأخيراً : لماذا نعيب على أولي العزم من الرسل ، كراهيتهم للموت ، ولا حساب ولا عقاب بعد الموت .
يقول أحدهم : أًولاد الميت ، وهم على المقبرة ، لا يفكرون إلا في حسابهم
من الميراث . والحانوتي لا يفكر الا في الحساب . حتى الذي يحمل النعش ،
الخشبة تغوص في لحم اكتافه ، وهو يفكر مشواره بعد الدفن .
المطالب العالية سعيد بن عطية الزهراني