آخر الاسبوع
العقيدة القتالية الروسية
: المطلع على الدراسات والتحليلات الاستراتيجية التي أُجريت في أعقاب الحروب التي وقعت أحداثها في القرن العشرين ابتداءاً من الحرب العالمية الأولى.التي وقعت في مطلع القرن ، ثم الحرب العالمية الثانية عام 1945
مروراً بحرب الخليج ، وحروب إسرائل مع العرب ، كل تلك الوقائع اهتمت بها معاهد الدراسات الاستراتيجية الغربية .
تبين لنا هذه الدراسات : الفظائع التي ارتكبت في تلك الحروب ، بجيوش هؤلاء الراقين المتحضرين .
وسوف اتعرض لمثال واحد فقط من تلك الوقائع ، حرب الشيشان وتحديداً مدينة قروزني .
ولعلي اكتفي بتعليق المبعوث الأوروبي ، الذي طاف بهذه المدينة بعد الحملة الروسية ، للإطلاع مباشرة على المنهج القتالي الذي اتبعه الروس ، للقضاء على المعارضة الشيشانية .
قال هذا المندوب : بعد أن اطلع على الفظائع التي وقعت في هذه المدينة : –
( كنت أعتقد أن البشرية قد تعلمت من أحداث الحرب العالمية الثانية وخرجت بدروس تمنعها من الوصول إلى هذا المستوى في الانحدار الأخلاقي، الذي اقدمت عليه القوات الروسية في الشيشان .
إنني اشعر بالغثيان والتقزز ، وأنا أرى المدينة عن بكرة أبيها مستوية بالأرض ، والسكان هربوا إلى الجبال والشعاب والكهوف من وحشية الروس ) .
ولقد شاهدنا أن الروس طبقوا نفس العقيدة القتالية في الحرب السورية القائمة على : الإبادة وتدمير المدن والتهجير .
إن التقدم الحضاري في الماديات ، وغزو الفضاء ، كل ذلك لا يصنع حضارة . وإنما الحضارة تقاس ، بانعكاس هذا التقدم ، على سلوكيات الناس ومدى التزامهم بالقيم الأخلاقية والإنسانية .
الدهاء الإستراتيجي : يرى القائد الصيني (صون تزو ) في فكره العسكري : أن لا يجعل غاية الحرب هي : الإبادة ، والسحق الكامل للخصوم وتدمير المدن ، وتهجير السكان : فهذه أخلاق ذميمة ، تنم عن نذالة القيادات وانحطاط أخلاقيتها . إن غاية النصر العسكري على الأعداء هو استعادة حق أو رد عدوان ، أو دفع أذى ، وليس بناء مجد على أنقاض الحضارة وجماجم البشر .
المطالب العالية أبو نادر