الأسبوعية ( 1- 2 )
ثلاث ليالي في القرية :
– القرية ، والأرياف خارج المدن : هما المكان المناسب لمن يبحث عن راحة البال والهدوء ، والهرب من حياة الزحام والتلوث والصخب والتوتر . هناك : حيث المعالم الطبيعية الرائعة ، والحيوانات ، والطيور وراحة البال .
وقد قال لي جنرال أمريكي : كان في ضيافتي في وقت سابق لو أن العلم يتيح لي فرصة اقتلاع هذه المعالم الطبيعية من أرضكم المذهلة : لوضعتها في آجمل أحياء كليفورنيا .
– وفي المدينة : لم أرى على سطح السماء : إلا الشمس والقمر بسبب أشعة الأنوار التي تحجب الغلاف الجوي عن رؤية النجوم في الآفاق البعيدة – في القرية خرجت من مقر إقامتي في ظلام الليل وجلست على رابية بالجوار : ورأيت لأول مرة في قبة السماء : الأعداد المهولة من النجوم المتزاحمة ، منظر بديع يصعب وصفه .
– فقلت في نفسي : لعلي لستُ في حاجة إلى السفر الى المركز الأوربي لعلوم الفضاء لمشاهدة المجرات الكونية ، عبرالمناظير الفلكية العملاقة ًويكفيني رؤية النجوم في الظاهر بعيني المجردة في ظلام القرية الدامس .
– هم يتوغلون في أبحاثهم : في عمق الجوهر ، أما نحن فيكفينا ، ماورد في الآية الكريمة من إشارات : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ). يكفينا معرفة هذا المقدار الذي يريد لنا الله معرفته لأن انتفاعنا منحصر فيهما.
– أما هم : فقد أنفقوا المليارات لمعرفة كنوز كوكب المريخ مثلاً إذ تبين لهم مؤخراً بعد هذا الجهد من الأبحاث وإنفاق الأموال أن هذا الكوكب : مجرد هضاب وصحراء قاحلة لاشلالات ولا أنهار .ولا ذهب ولا فضة ولا أحجار الماس ، ولا أو رنيم لصنع المزيد من القنابل النووية .
المطالب العالية أبو نادر
قريباً الكلام عن السياحة : (٢ – ٢ ) .