اعلم إننا قادرون أن نتوصل إلى خلق كظم الغيظ ، الذي دعانا الله سبحانه وتعلى إلى التحلي به .
وذلك عندما تتكون لدينا قناعة عقلية بأن الحلم ليس ذلاً ، وإنما
هو على العكس من ذلك : إنه إكرام للنفس وزينة ورفعة لها ، وصاحب هذا الخلق دائماً ذو شأن ومتألق بين الناس .
وعندما يتأكد للإنسان ذلك : يصبح قادراً على كظم الغيظ ، وذلك بصبر النفس وحبس الجوارح .
والصبر وحبس الجوارح ، يأتي ذلك عندما يصل الإنسان إلى قناعة عقلية أن الحلم من صفات الأخيار الكمّل والسفه والطيش ذل وسقوط .
واعلم أن بشاعة المتطاول على الآخرين ، ليس ببيان بشاعته الأخلاقية الخفية فحسب ، وإنما بالإشارة إلى مظهره الدالة ، دلالة واضحه على ماوراء هذا المظهر من سفه وقبح ودناءة .
تأمل جيداً في ملامح هذا الإنسان الشقي ، في لحظة غليان الدم في ملامح وجهه ، وتصرفاته الهائجة خارج نطاق السيطرة ، قد يفقد أعصابه ، ويحطم كل شئ حوله ، ولربما يسقط صريعاً في حالة شلل كامل .