قد يبهر التقدم العلمي في الشرق والغرب : بعض الناس ، فيحسبون أن الطائرات والصواريخ عابرة القارات ، والقنبلة الذرية : وحاملات الطائرات
هي وحدها مظهر للتقدم الحضاري ! .
(( كما تسعى دولة إقليمية الْيَوْمَ على امتلاك هذا السلاح )) .
ولكن ذلك في الحقيقة ، ليس مقياساً للحق ، إنما المقياس الذي لا يخطئ هو : مقدار استعلاء الإنسان على شهواته وملذاته ، فهو هابط ، مهما ارتقت علومه ومعارفه ، إذا اعرض عن منهج الله .
خذ مثلا : الخبر هو : طرد ٣٣ موظفاً من وزارة الخارجية في بعض الدول الغربية ، لأنهم مصابون بالشذوذ الجنسي ، فلا يؤتمنون على أسرار الدولة ، كما ذكر الخبر .
الخبر الثاني : الإستغناء عن مائة وعشرون ألف شاب ، من خدمة التجنيد الإجباري : بسبب عدم لياقتهم نفسياً وعقلياً ، من جراء المخدرات وإدمان الخمور ، والشذوذ .
وهذا عدد ضخم بالنسبة لدولة ، تسعى لاحتكار السيادة على العالم والإستحواذ على مقدرات الشعوب .
ما أحوج العالم الْيَوْمَ إلى التزاوج ، بين الدين والمادة : فالإسلام الْيَوْمَ ، يُعتبر حاجة بشرية ملحة ،
لينقذ البشرية من حالة التردي في عالم القيم والمبادئ ، ليطلق طاقته الحيوية إلى آفاقها العليا ، لنشر الخير والفضيلة ، والقيم العليا .
وما الفوضى العارمة في المنطقة ، التي تمارسها الدول العظمى ، إلا مظهر ، من غياب هدي الأديان السماوية .
ومع كل هذه المخاطر ، التي يتعرض لها الأمن العربي ، فإن هذه الأمة لا زالت وستظل ، أقوى من كل العثرات .
وأن ما حل بهذه الأمة من تخلف قي الحضارة المادية ، لا يمكن أن يكون نتيجة للتمسك بالدِّين ، ولكن السبب يكمن في بعدها عن حقائق الدين .