إنك تلاحظ أن أغلب المسلمون الْيوم ، قد أخرجوا أخلاقيات لا إله إلا الله من دائرة العبادة ، وأصبح من المستساغ عند كثير منهم أن يؤدوا الركعات المفروضة في المسجد ثم يخرجوا ليكذبوا على الناس ، ويغشوهم ، ويخدعوهم ، ويكسبوا المال الحرام .
أي : أنهم استبعدوا السلوكيات ، والقيم الأخلاقية ، وفرغوا الدين من مضمونه ، وتوهموا أنهم بهذا المفهوم للعبادة أن الله سينصرهم ، ويوفقهم وسيقضي لهم ، حوائجهم ، وينجح لهم مقاصدهم ، مهما يكن حالهم .
ولقد نسوا أن المسلمون الأوائل ، قد هُزموا وفيهم رسول الله ، وصحابته ، في وقعت أحد ، حين عصوا أمر رسول الله ، وهُزموا يوم حنين ، وفيهم رسول الله كذلك حين أعجبتهم أنفسهم وهم -خير القرون – .
فكيف بهذه الأمة المتفلتة ، الغارقة في المخالفات والمعاصي ، ومن المشاهد أن مفاهيم الإسلام في حس هذه القرون المتأخرة ، قد فسدت .
لقد غفلوا عن السنن الربانية التي تعرضت لها الأمم الغابرة ، التي ورد ذكرها في القرآن ، لتكون معلم من معالم الإعتبار للأمم المتأخرة .
وأخيراً تحققت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو يحذر أمته من تداعي الأمم ، كما تداعي الأكلة على قصعتها وهم كثير ، ( مليار وسبع مائة مليون إنسان ) .
إنهارت الدولة العثمانية ، من بعد تخطيط طويل من أعداء الأمة ، وفتت العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة ، هزيلة تتصارع فيما بينها بسبب محركات : السلطة والمال ، والشهوات .
( ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ) ( وإلى الله ترجع الأمور ) .