قال تعالى : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ )
قال العلماء المحققون : هذه الآية تلفت النظر في سياقها وتعبيرها ، فهي توحي بأن النفس البشرية : ترى الحق كاملاً وهي تكابد سكرات الموت.
تراه بلا حجاب ، وتدرك حجم المأساة وهول المطلع ، وتدرك منه ما كانت تجهل وتجاحد ، وتكابر وتعاند .
ولكن بعد فوات الأوان ، حين لا ينتفع بتلك المشاهد ، ولربما كان ظهور الحقائق الأولية ، ومعرفة طلائع الآخرة تجعل المحتضر يدرك فداحة الخطب والمصير المحتوم .
ولربما تكون هذه المكابدة والمعاناة النفسية ، في لحظاتها الأخيرة : من مرارة الحسرة ، وإدراك الخسران فتتضاعف المعاناة وتتمزق نفسية المحتضر .
ولا ندرك ونحن نشاهد الموقف عن قرب ، إلا النذر اليسير من حجم المعاناة ، حسب ما يظهر على ملامح الوجه .
فلازال أمامك متسع وفسحة من الزمن لتدارك ما فات من سقطاتك ، فكن يقظاً ، فالخطب جسيم ، والأمر جد ، وليس هو بالهزل .