قال ابن مسعود : العبد ليهمُّ بالأمرمن التجارة والإمارة : (أي : يسعى للحصول عليها) حتى يُيسر له ، فينظر الله إليه ، فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإني إن يسرته له أدخلته النار ، فيظل يتطير ويقول : سبقني فلان ، دهاني فلان ، وما هو إلا فضل من الله تعالى .
ومن حديث أنس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ [ يقول الله عز وجل : إن من عبادي من لا يُصلحُ إيمانه إلا الفقر ، وإن بسطت عليه ، أفسده ذلك ، وإن من عبادي من لايصلح إيمانه إلا الغنى ، ولو أفقرته ، لأفسده ذلك .
وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ، ولو أسقمته لأفسده ذلك ،وإن من عبادي لايصلح إيمانه إلا السقم ، ولو أصححته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من يطلب باباً من العبادة ، فأكُفّه عنه ، لكي لا يدخله العجب . : إني أدبرعبادي بعلمي بما في قلوبهم ، إني عليم خبير . ]
أقول : أعمل وخطط واستشير واسعى في دنياك ، ولكن أعلم أن ثمرت سعيك ليست إليك ، لا تتبرم من النتائج إذا كانت مغائرة لما كنت تأمل . لأن المقادير لها شأن آخر معك ، فعليك أن تفهم معنى القيومية ، وأن تدبير الأمور ليست إليك ، واعلم أن أمورك لو كانت تحت ملكك وتصرفك لتسببت في فساد حياتك ، لجهلك بمصالحك .
المطالب العالية