إن الإله لا يرضى لنفسه أن يكون إلهاً ناقصاً ، فإن قهر أحدهما الآخر ، كان هو الإله وحده والمقهور ليس بإله .
وإن لم يقهر أحدهما الآخر، لزم عجز كل منهما فلم يكون أي منهما ، تام الإلهية .
فيجب ان يكون فوقهما إله قاهر ، له الحاكمية المطلقة عليهما وإلا ذهب كل منهما بما خلق ، وطلب كل منهما العلو على الآخر .
وفي ذلك فساد أمر السماوات والأرض ومن فيهما
وأصل فساد العالم : إنما هو بسبب اختلاف الحكام والخلفاء ، ولهذا لم يطمع أعداء الإسلام في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد حكام المسلمين .
واختلافهم وانفراد كل منهم ببلاد ، وطلب بعضهم العلو على بعض .
وهذا أمر يمكن مشاهدته في هذه الأزمنة
انظر ماذا حدث في الأندلس توزعت الإمارات بين الإخوان وبني العم ، واستعانوا على بعضهم بالدول الغربية المجاورة ، وفي النهاية انقضوا عليهم وانهار الأندلس .