لماذا هذه المشقة كلها : خمس مرات في اليوم والليلة ، يسبقها خمس مرات وضوء . تهدر فيه كميات كبيرة من المياه ، وتهدر فيها الأوقات وتتعطل المصالح .
مسكين صاحب هذا السؤال ، فهو لا يرى في الدنياه إلا : الدينار والدرهم ، والكأس واللذة العابرة .
أجابه أحد الفضلاء ، قال له : صلاتنا تعطي المؤمن كل الراحة ، فهي صحوة قلبية ، وانفتاح وجداني ، تتلقى فيه النفس ، شحنة جديدة من النور ، وفيوضات إلهية .
إنها الإنفصال عن دنيا النقص والشر والتوتر ، يواكبه الاتصال بعالم الكمال .
وصلاتنا إذا صلاها المسلم بحضور كامل , واستغراق وفناء واندماج فإنها ، تكون : شفاء من كل الأمراض ، وتريح النفس من الهموم والغموم والمكدرات والتوتر .
وإذا أجريت الفحوص الطبية على كل ما حدث في أثناء الصلاة : لضغط الدم والنبض ، وأخلاط الدم الكميائة لكشفت عن نتائج أكثر إنبهاراً .
ولهذا سوف تظل صلاتنا الإسلامية كنزاً مخفياً ، لا يعلم مافيه إلا المؤمن الذي يباشر الصلاة بكل كيانه وبحضور كامل .
الخلاصة : –
فالصلاة في حس المسلم : أن يتجرد المصلي تماماً ، عن شواغله وهمومه ، وأن يطرح وراءه كل شئ ، وأن يخرج من نفسه ، وما فيها من أطماع وشهوات ، وخواطر ؛ هاتفاً الله لكبر ثم يضع جبهته عل السجادة : وكأنما يخرج من الدنيا بأسرها .