الهروب إلى المريخ
يقول الشاب المتزوج حديثا : خذوني على أقرب رحلة في كبسولة إلى المريخ بدلا من القرود . قيل له : ابعدت المشوار ، لماذا المريخ وعلى الكرة الأرضية متسع لقضاء أجمل وأمتع الأوقات ؟ ! . والمريخ خالي من الغابات والشلالات ولا ترى هناك إلا الصخور وحفر البراكين . قال أريد الهرب من قيود المنزل ، ونظام ساهر الذي يسبب لي القلق والتوتر ويجعل عينيّ مسمرة على عداد السرعة ، ويحرمني من مكالمات رومانسية على الطرقات ، بعد أن حُرمت منها بسبب رقابة الزوجة في المنزل . ثم نفترض أني أخترت ان انتحر، أتريدون أن تضعوا العراقيل أمام حرية أختياري ليس أمامي أي فرصة للإنتحار إلا البحر أو السرعة . ، الحياة أصبحت جحيماً لايطاق : انتظار عند الإشارة و في البنك ، والساعات الطوال في المطار بسبب مشاكل الرحلات ، ومواعيد المستشفيات ، وتعقيدات الدوائر والمحاكم ..الخ . وإذا قلت لك : ان ساهر الذي سبب لك القلق والتوتر ينقذ آلاف الأرواح من الذين لايريدون الإنتحار، ويحبون أن يعودوا إلى منازلهم سالمين ليستمتعوا بأوقاتهم الجميلة مع زوجاتهم وأطفالهم . إذا كنت تريد حياة بلا صخب وتوتر ولا انتظار، فليس أمامك إلا أن تهجرالعيش في المدن وتلجأ إلى الغابات والكهوف لتعيش الحرية المطلقة ، مع الحيوانات والقرود . عد إلى زوجتك واخلع نظارتك السوداء من على عينيك ، واصبر على طوابير الإنتظارونظام ساهر. مشكلتك لن يحلها لك كوكب المريخ ، فحول وجهتك إلى المسجد وارفع أمرك إلى مولاك لتستمد منه حياة الطهر والصفاء وراحة البال . واعلم أن الإنتحار وسوء تعاملك مع زوجتك سلوك غيرأخلاقي يدل على انقطاع صلتك بخالقك ، وسوء الفهم عن الدين . ( قال قرينه ربنا مآ أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ) : فأنت في متاهة ،وأوغلت في البعد عن الله فتعسرت أمورك .
المطالب العالية