البصيرة في الدين :- إذا أحسن العبد تدبر القرآن ، لعلم أن نعم الله وإحسانه الى عباده يقع ابتداء بلا سبب منه أصلا . وإذا عمل الحسنات فعمله هذا من إحسان الله وفضله عليه بالهداية للإيمان . وإذا علم العبدُ ان ما فيه من الحسنات هو من فضل الله ، فشكره عليها زاده الله من فضله عملاً صالحاً ونعماً يفيضها عليه . وإذا علم أن الشر لا يحصل له الا من نفسه بذنوبه ، استغفر الله وتاب اليه ، فزال عنه سبب الشر . فيكون العبد دائماً شاكراً مستغفراً، فلا يزال الخير يتضاعف له ، والشر يندفع عنه ، فإذا علم ان الحسنات من الله تعالى ، سأله ان يعينه على فعل الحسنات بقوله : – (إياك نعبد وإياك نستعين) ، وبقوله : ( إهدنا الصراط المستقيم ) . وبقوله : (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا ) . فمن احتج بالقدر على ما فعله من ذنوبه ، وأعرض عما أمر الله تعالى به ، من التوبة والاستغفار ، والاستعانة بالله والاستعاذة به ، كان من أخسر الناس في الدنيا والاخرة . وفي الحقيقة :- السيئات ترجع الى الجهل ، وإلا لو كان عالماً بأن هذا يضره ، ضرراً راجحاً لم يفعله ، فالغفلة والشهوة ، أصل كل شر ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكن أمره فرطاً ) . المطالب العالية :