الأسبوعية فات الأوان :- يقول أحد العارفين : كل ساعة من العمر، بل كل نفس جوهرة نفيسة ، لا عوض لها ان راحت ، فإنها صالحة لأن توصلك إلى سعادة إلى الأبد ، وتنقذك من شقاوة الأبد ، وأي جوهرة أنفس من هذه ؟ . فإذا ضيعتها في الغفلة ، فقد خسرت خسراناً مبيناً ، وإن صرفتها في معصية ، فقد هلكت هلاكاً فاحشاً . وإن كنت لا تبكي على هذه المصيبة ، فذلك لجهلك . ومصيبتك بجهلك أعظم من كل مصيبة . فإن الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا ، فعند ذلك ينكشف لكل مفلس ، إفلاسه ، ولكل مصاب مصيبته ، والمصيبة بل الحسرة : أنه لا أحد يواسيك ويخفف عنك مصابك ، الكل مشغول بنفسه . قال بعض المحققين : إن ملك الموت عليه السلام ، إذا ظهر للعبد أعلمه أنه قد بقي من عمرك ساعة ، وإنك لا تستأخر عنها طرفة عين ( لا أدري هل هي مقدار حلب شاه كما هو لدى العر ) .
فيبدو للعبد من الأسف والحسرة ، ما لو كانت له الدنيا بحذافيرها لخرج منها على أن يضم إلى تلك الساعة ساعة أخرى ، ليتدارك تفريطه ولكن أنى له ذلك . لقد فات الآوان : ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) . المطالب العالية :