مصيبتنا مع الغرب ولعل هناك من يقول : فإذا كانت سنة الله تقضي بأن تُستدرج هذه الدول الظالمة الى مزيد من التمتع بالنعم ، والقوة ، والتسلط . ريثما يحين ميعاد هلاكهم في تقدير الله وسننه المضطردة، في السابقين . أيستلزم ذلك أن يعلو سلطانهم على المسلمين ، وأن يتحكموا بهم ، ويسلبوا حقوقهم ؟ . قيل : أن المسلمين اليوم ليسوا هم المسلمين الذين وعدهم الله في كتابه الكريم بالنصر والتأييد، والذين قال عنهم :- ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) . ليسوا هم المسلمين الذين خاطبهم الله قائلاً : (لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) . وليسوا هم الذين أكد لهم ووعدهم هذا بقوله : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ، ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) . ان المسلمين اليوم في مجموعهم الغالب منصرفون عن اسلامهم ، متبرمون بمبائه وأحكامه ، فهم نموذج آخر، جديد طرأ على التاريخ . فأي حق لهؤلاء على الله أن يطالبوه بالنصر ، ويمنوا عليه بإسلامٍ لم يتمسكوا منه الا بالقشور ، والأنتماء التاريخي .