الأسبوعية فوائد الخلوة من أقوال العارفين :- ١- السلامة من آفة اللسان : فإن من كان وحده ، لايجد معه من يتكلم ، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( رحم الله عبداً سكت فسلم أو تكلم فغنم ) . ولا يسلم في الغالب من آفاته ، إلا من آثر الخلوة على الاجتماع ، والصمت على الكلام . وفي كثرة الكلام : قلة الورع ، وعدم التقوى ، وطول الحساب ، وكثرة الطالبين ، وتعلق المظلومين بالظالمين ، لأن الكلام مفتاح اللسان ، وفيه الكذب ، وفيه الغيبة والنميمة ، والزور والحسد . وقيل في الخبر : اكثر خطايا ابن آدم لسانه ، وأكثر الناس ذنوباً يوم القيامة ، أكثرهم خوضاً فيما لا يعني ). ٢- السلامة من آفة النظر ، فإن من كان معتزلاً عن الناس ، سلم من النظر اليهم ، وماهم غارقون فيه من أمور دنياهم وزخرفها. قال أحدهم : إياك من فضول النظر ، فإنها تؤدي الى فضول الشهوة ، وقال : من كثرت لحظاته دامت حسراته. ٣- حفظ القلب وصونه من الرياء والمداهنة، قال بعض الحكماء : من خالط الناس داراهم ومن داراهم ، راءاهم ومن راءاهم ، وقع فيما وقعوا ، فهلك كما هلكوا. وقال أحد العارفين : يا هذا تنظر الى اللاعبين ، وتسمع كلام الجاهلين ، وتسكن إلى الهالكين ، وتريد ان تجد حلاوة الطاعة ، وقلبك مع غير الله ، هيهات ، هذا لا يكون أبداً . ٤- صحبة الأشرار : أوحى الله تعالى الى داوود عليه السلام : ما لي أراك منتبذاً وحدانياً ؟ فقال : إلهي كرهت الخلق من أجلك ، فقال : كل أخ لا يوافقك على مسرتي فلا تصحبه ، فإنه لك عدو ويباعدك مني . قال أحدهم : عليك بصحبة الأخيار ، فإن صحبتهم كنز لا نفاذ له. وقال عيسى عليه السلام : لا تجالسوا الموتى ، فتموت قلوبكم ، قالوا : من الموتى ياروح الله ؟ قال المحبون للدنيا الراغبون فيها . المطالب العالية :