( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ). هذه الآية تلفت النظر ، في سياقها ، وتعبيرها فهي توحي بأن النفس البشرية ترى : الحق كاملاً ، وهي تكابد سكرات الموت . تراه بلا حجاب ، وتدرك منه ما كانت تجهل وتجاحد وتكابر وتعاند . ولكن بعد فوات الأوان ، حين لا يـُنتفع بتلك المشاهد. ولربما كان ظهور تلك الحقائق الأولية ، ومعرفة طلائع الآخرة، تجعل المحتضر يدرك مصيره المحتوم ، ولربما تكون هذه المكابدة ، والمعاناة النفسية ، هي من مرارة الحسرة وإدراك الخسران . فتتضاعف المعاناة وتتمزق نفسية المحتضر ولا ندرك ونحن بجواره إلا النذر اليسير . من حجم ما تبدى له عياناً. المطالب العالية :