( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) يجب أن يعتقد كل موحد أن المسخور منه ربما كان عند الله ، خيراً من الساخر ، لأن الناس لا يطلعون إلا على ظواهر الأحوال .
ولا علم لهم بالخفيات ، وإنما الذي يوزن عند الله : خلوص الضمائر ، وتقوى القلوب وعلمهم بذلك بمعزل . فينبغي أن لا يجترئ أحد على الإستهزاء بمن هو رث الثياب رث الحال ، أو ذا عاهة في بدنة ، أو غير لبق في حديثه ، فلعله أخلص ضميراً ، وأتقى قلباً من الساخر .
وقد بلغ بالسلف ، إفراط توقيهم وتصونهم من ذلك . أن قال أحدهم : – لو رأيت أحداً يرضع عنزاً ، فضحكت منه ، لخشيت أن أصنع مثل الذي صنه. وقال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – البلاء موكول بالقول ، لو سخرت من كلب لخشيت أن أُحوّل كلباً. المطالب العالية :