الأسبوعية المرتقى العالي :- قال أهل الفضل : ( الإحتكام إلى منهج الله ليس نافلةً ولا تطوعاً ولا موضع اختيار إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله ، وإلا فهو الفساد، وحياة الشقاء لهذا الإنسان في حركة حياته ) . القرآن لم يكن متعسفاً ولا عجولاً في الإنتشار على امتداد القارات ، لتحقيق غاياته العليا في اسعاد هذا الإنسان الذي من أجله أُنزل ، فالمدى أمامه ممتد فسيح لا يحده زمن، ولا مكان ، ولا قيود . فهو يمتلك القوة الذاتية لاقتحام كل المعوقات التي أقامها الطغاة والمفسدون ، لصد الناس عن الاحتكام الى منهج الله في حركة حياتهم . فهذه البشرية من صنع الله ، لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله ، ولاتعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده – سبحانه – . وقد جعل الله في منهجه وحده ، مفاتيح كل مغلق وشفاء كل داء : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) . لقد أقتضت حكمة الله أن تكون الرسالة الخاتمة من نصيب العرب ، استجابة لدعوة ابراهيم الخليل عليه السلام . قد أنشأ هذا القرآن ، تصوراً جدبداً عن الوجود والحياة والقيم ، لقد كان هذا الواقع الجديد من النظافة والجمال ، والعظمة والارتفاع امر قد لا يخطر للبشرية الشاردة عن منهج الله تعالى بال . قال أحد الكتاب المعاصرين : لقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثاً هائلاً ونكبة قاصمة نكبة لم تعرف لها البشرية نظيراً. ولما كانت الأمم السابقة في تلك الأحقاب السحيقة ، عاشت في عزلة جغرافيا عن بعضها البعض ، كان من المناسب أن يبعث الله لكل أمة رسولاً ليعالج أدوائها. وقد علم الله أزلاً أن البشرية ستنال حظاً من العلم ، والرقي الفكري والمادي ، وتكون أكثر اتصالاً فيما بينها وتتحد أدواؤها ، فكان ذلك متفقاً مع موعد ظهور الرسالة الخاتمة . فكانت البعثة المحمدية العآمة : للعالمين أنسهم وجنهم .